
x_oizys
متى يتعرّف الإنسان على الخيبة؟ يولدُ نقياً، بريئاً وساذجاً كفاية لتوقع الحب. يرى العالم وراء عدسةٍ ورديّة. سنة، سنتان، ثلاثة، يتعلم إطفاء شمعةٍ وتمني أمنية. يتمنى درّاجةً، دمية أو كرةً جديدة. يبكي فيتوقع عناقاً، خائفٌ من وحشٍ تحت سريره يتوقع مواساةً. عشرة، يتمنى عودة أحد كان قد غادر بالفعل. إحدى عشر، يتذكر أمنية السنةِ الماضية، ينظر للكرسي الفارغ، لا يتمنى شيئاً. ومع مرور السنوات تقلّ ضحكاته ومعها تقلّ أمانيه وتوقعاته. في هكذا لحظات يدرك أن الرغبة في شيءٍ لا تساوي الحصول عليه. يبدأ بإدراكِ الحياة. يعيش حاملاً خيباته فوق كتفيه، يقلل من إحتياجاته، ينكرُ وجودها ويبني جدراناً بطول وسمكِ ذاك الألم. مُبرَّر. (حسناً) عندما يأخذ منك الأمر سنيناً لإصلاح ماكُسر تصبح خائفاً أو بالأحرى مرتعباً أن يحدث الأمر ثانيةً؛ تتعلم كيف تحمي قلبك و تخبئ ضعفك. فالأمر متشابكٌ في عقلك بعد كل شيء، يدرك الطفل التخلّي مِن نبرة صوتٍ في وقت الإحتياج. ولهذا السبب بالتحديد يكبر الانسان ليتجنب ما أراده بشدة في وقتٍ ما، (وتلك طبيعته الأولى على أي حال) أن يُحَب ويُحِب وما وراء ذلك القناع إلا الخوف؛ خوفٌ من جرحٍ جديد قد لا يلتئم أبداً. ٢١.٧.٢٠٢٥