ونقل حقائق الدنيا نقلًا صحيحًا إلى الكتابة أو الشعر، هو انتزاعها من الحياة في أسلوب وإظهارها للحياة في أسلوب آخر يكون أوفى وأدق وأجمل، لوضعه كل شيء في خاصِّ معناه وكشف حقائق الدنيا كشفةً تحت ظاهرها الملتبس، وتلك هي الصناعة الفنية الكاملة؛ تستدرك النقص فتتمه، وتتناول السّر فتُعلنه، وتلمس المقيّد فتُطلقه، وتأخذ المُطلَق فتَحدُّه، وتكشف الجمال فتظهره، وترفع الحياة درجةً في المعنى، وتجعل الكلام كأنه وجد لنفسه عقلًا يعيش به.
فالكاتب الحق لا يكتب ليكتب؛ ولكنه أداة في يد القوة المصوّرة لهذا الوجود، تصوّر به شيئًا من أعمالها فنًّا من التصوير. الحكمة الغامضة تريده على التفسير، تفسير الحقيقة؛ والخطأ الظاهر يريده على التبيين، تبيين الصواب؛ والفوضى المائجة تسأله الإقرار، إقرار التناسب؛ وما وراء الحياة، يتخذ من فكرهِ صلة بالحياة؛ والدنيا كلها تنتقل فيه مرحلة نفسيةً لتعلو به أو تنزل. ومن ذلك لا يُخلَق المُلهَم أبدًا إلا وفيه أعصابُه الكهربائية، وله في قلبه الرقيق مواضعُ مهيأةٌ للاحتراق تنفذ إليها الأشعة الروحانية وتتساقط منها { بالمعاني }.
- مصطفى صادق الرفاعي.
@Adrastea07
أشكر اهتمامكِ وترقبكِ.
في الواقع لست أدري تمامًا، أعاني من صعوبة في الكتابة هذه الأوقات، ولكن بجميع الأحوال سأحاول نشره قبل تاريخ 12/5 من أجل المشاركة في المسابقة.