عندما تكون كاتبًا، فأنت لا تخلق مجرد شخصيات، بل تبني عوالم، تصوغ المشاعر، وتُشكّل الأفكار التي يتلقّاها القارئ، سواء وعى بذلك أم لم يعِ. لذلك، هناك مسؤولية أخلاقية وفنية تجاه ما تكتبه، خاصة عندما تختار أن تسلط الضوء على علاقات غير متزنة أو منحرفة تحت ستار “الرومانسية” .
تصوير العلاقات التي يكون فيها فارق العمر شاسعًا بين الشخصيات حيث أحدهما في موقع سلطة أو تأثير على الآخر ليس حبًا، بل استغلال مغلّف بالمشاعر المصطنعة. والأسوأ من ذلك، عندما تُطرح علاقات المحارم أو العلاقات بين شخص ووصيّه أو مُتبنّيه كأنها قصص حب، فهذا يتجاوز حدود الانحراف ليصل إلى التطبيع مع الفساد النفسي والأخلاقي. الحب الحقيقي لا يُبنى على القوة غير المتكافئة، ولا على الارتباطات العائلية التي خُلقت لتكون مصدر أمان، لا شهوة
وهناك أيضًا أنماط أخرى من الكتابة المقززة، كتمجيد العلاقات السامة، حيث يُبرَّر العنف والاعتداء العاطفي تحت مسمى “العشق الجنوني”، أو تقديم الهوس المرضي وكأنه دليل على حب عميق، أو تجميل علاقات يكون فيها أحد الطرفين مسلوب الإرادة تمامًا، سواء بسبب السن، السلطة، أو حتى الحالة العقلية. هذه ليست رومانسية، بل أمراض اجتماعية تُعاد تعبئتها في قوالب أدبية
الأدب له قوة لا يُستهان بها، وما يختار الكاتب أن يرويه ليس مجرد “قصة”، بل هو جزء مما يتشرّبه القارئ في لاوعيه، ومن هنا تأتي خطورة تقديم العلاقات المختلّة وكأنها حبّ عظيم. لا يكفي أن تقول “هذه مجرد شخصيات”، لأن كل شخصية تُكتب، تترك أثرًا، والسؤال هنا: أي أثر تريد أن تتركه؟
حينما تُسحَب أرواحنا داخل الحكايات، تُعيدنا بعض الروايات إلى حيث لم نكن، تأخذنا من عالمنا إلى عوالم أخرى، لا نقرأها فقط بل نعيشها، نذوب بين سطورها، نسمع أصوات الشخصيات تتردد في أذهاننا، نرى المشاهد كأنها تعرض أمام أعيننا، نشعر بكل نبضة خوف، بكل رعشة حب، بكل خيبة وأمل. هناك قصص لا نكتفي بقراءتها مرة واحدة، بل نعود إليها مرارًا، نعيد قراءتها كأننا نلتقي بأصدقاء قدامى، نسهر الليالي فوق صفحاتها ونغرق في سطورها حتى يتسلل الفجر دون أن ندرك.
ولكن، كما تملك الروايات قوة السحر، فإنها تملك أيضًا قوة التأثير. ليست كل الحكايات مجرد كلمات تُقرأ، بل أفكار تُزرع، مشاعر تُنقل، ورسائل قد تترسخ دون وعي. هناك أعمال تضيء لنا الدروب، وأخرى تخلق ظلالًا من الوهم. بعض القصص تغلف العلاقات السامة في غلاف براق من الرومانسية، تجعل التلاعب العاطفي يبدو كأنه شغف، والتملك كأنه حب، والعنف كأنه رغبة. هناك فرق شاسع بين الحب الذي يبني، والعلاقة التي تُحكم بقبضة من السيطرة والتلاعب.
نحن كقراء، نملك القوة على أن نحب ما نقرأ، لكننا نملك أيضًا الحق في أن نرى ما وراء الكلمات، أن نفهم ما يتخفى بين السطور. لأن الروايات ليست مجرد قصص، بل أبواب تفتح إلى العقول، والسؤال الذي يجب أن نطرحه: أي باب نريد أن نعبر من خلاله؟
@mittensirll
وكتير بلقى حركة انو يا إما يضيفو شخصية ثالثة تكون شرير وتصرف النظر عن الشخصية المختلة و طبيعة العلاقة.
يا إما يخلو الشخصية الضحية ضعيفة ومحتاجة لمساعدة وياه تجي الشخصية المستبدة تنقذها وتلبس عباءة البطل المنقذ.