II-Cloud-II

تجعّد حاجباه ما إن رأى التحوُّر الغريب في شكل أذن الطفل، إذ بدا كما لو أن أجنحة طائر صغيرة خالية من الريش قد احتلت مكانها..
          لكن حاجباه المتجعدان لم يلبثا أن تفرقا مرتفعين إثر اتساع حدقتيه عن آخرهما وهو يتراجع خطوة للخلف، عندما وقعت عيناه على جسد الطفل بعد أن أزال عنه (مراد) الغطاء كاشفًا جذعه العلوي، ملقيًا آخر عباراته:
          
          - هذا الطفل.. ليس عاديًا..
          
          كان الجسد المستلقي أمامهما شفافًا تقريبًا، لو أنك اقتربت منه جيدًا فستجزم حتمًا برؤيتك لأعضائه الداخلية تؤدي وظائفها على أكمل وجه، أما بعض المناطق كذراعيه ورقبته ووجهه فرغم عدم شفافيتها إلا أن الجلد قد بدا ناصع البياض كما لو كان قد صُنع من الحليب المصفَّى.
          
          أرجع (رائد) شعره الكستنائي - غير المرتب بالمرة - للوراء وهو ينطق غير مصدقٍ لما تراه عيناه:
          
          - كيف؟.. كيف يمكن هذا؟!
          
          ~~~
          
          «سانجرى بلانكا»..
          هنا.. حيث لا سر يبقى مخفيًا إلى الأبد.
          
          
          
          https://www.wattpad.com/story/316067230?