السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان، وواجب على كل مسلم. وتظهر هذه المحبة في اتباعه، والتأسي بسنته، والدفاع عنها، وعدم الابتداع في دينه بما لم يأذن به الله.
ومن الأمور التي أحدثها الناس وجعلوها مناسبة دينية، الاحتفال بالمولد النبوي في شهر ربيع الأول. ولا شك أن هذا العمل - على حسن نية كثير من القائمين به - بدعة محدثة في الدين، لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام ولا التابعون لهم بإحسان، وهم أشد الناس حباً له وأحرصهم على الخير.
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الابتداع في الدين ومخالفة هديه، فقال:
« مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ » (رواه البخاري ومسلم).
وقال أيضاً:
« إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ » (رواه أبو داود والترمذي).
ولو كان خيراً لسبقونا إليه، فهم أعلم بسنة نبيهم، وأحرص على كل خير.
ولا يعني هذا حرمان أنفسنا من التذكير بسيرته العطرة وشمائله الكريمه، بل يجب أن نحيي سنته كل يوم ب:
· دراسة سيرته وأخلاقه.
· تطبيق سنته في كل صغيرة وكبيرة.
· ذكر الله وشكره على نعمة بعثته.
· الصلاة والسلام عليه كلما ذكر.
فمحبته الحقيقية ليست في الاحتفال بيوم واحد في السنة، بل في الاقتداء الدائم به، واتِّباع هديه، والتمسك بسنته، والدفاع عنها مما أُدخل فيها من بدع.
نسأل الله أن يرزقنا حبه، وحب نبيه، وحب كل عمل يقربنا إليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
واعتذر على الازعاج، يمكن للكاتبة مسح رسالتي ان ارادت