بِنفسُكَ الراضية تمامًا؛ يجب أن تَتقبل أنَ هُنالك أشياء في الدُنيا لا نصيب لكَ فيها ولا حظ ،
رغم سعيَكَ المُستَميت لنيلها ..
وأنّ السعي مجرد إرضاء لنفسِكَ، ولأن اللّٰه أمرنا بالسعي، فيجب أن يُصبح الوصول غايةً لا يحترق قلبَك عليها حتىٰ لَو لم تحدُث .
موسىٰ عليه السلام لما دفن أخاه هارون عليه السلام ذكر فِراقتهُ له وَظُلمة القبر فأدركتهُ الشفقة، فبكىٰ ،
فَأوحىٰ اللّٰهُ تعالىٰ إليه : يا موسىٰ ، لو أذِنتُ لأهل القبور أن يخبروكَ بلُطفي بهم لأخبروك .
يا موسىٰ ، لم أنسهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين، أفأنساهم في باطن الأرض مقبورين؟
يا موسىٰ ، إذا ماتَ العبد لم أنظِر إلى كثرة معاصيه، ولكن أنظُر إلى قِلّة حيلته .
يقولُ اللّٰهُ عزَّ وجلَّ :
يا ابنَ آدَمَ، إنَّكَ ما دعوتَني ورَجَوتَني، غفرتُ لكَ على ما كانَ منك، ولا أُبالي .
يا ابنَ آدَمَ، لو بلغَتْ ذنوبُكَ عَنانَ السماءِ، ثمَّ استغفرتَني، غفرتُ لكَ ولا أُبالي .
يا ابنَ آدَمَ ، إنكَ لو أتيتَني بقُرابِ الأرضِ خطايا، ثم لقيتَني لا تُشركُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابِها مغفرة .
إذا هَمّ أحدكُم بأمرٍ ما فَليُصلي ركعتين من غير الفريضة بنية صلاة الأستخارة ثُمَ يقول :
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ ..
اللَّهُمَّ إن كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأَمْرَ (وتسمّي حاجتك) خَيْرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعَاقِبَةِ أَمْرِي (أو قال: عاجِلِ أَمْرِي وآجِلِهِ) فَاقْدُرْهُ لي، ويَسِّرْهُ لي، ثُمَّ بَارِكْ لي فيه،
وإن كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأَمْرَ (سمّي حاجتك) شَرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعَاقِبَةِ أَمْرِي (أو قال: عاجِلِ أَمْرِي وآجِلِهِ) فَاصْرِفْهُ عنِّي، واصْرِفْنِي عنْهُ، وَاقْدُرْ ليَ الخَيْرَ حَيْثُ كانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي به ياأرحم الراحمين .
حذاري أن تمل من الصبر فلو شاء الله لحقَّق لكَ مرُادك في طرفة عين ، هو لا تخفىٰ عليه دموع رجائِك ولا زَفرات همك، ولا يعجزهُ إصلاح حالِكَ وذاتكَ لكنهُ يُحِبُ السائلين بإلحاح، أليس هوَ القائل:
﴿إِنّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَروا أَنَّهُم هُمُ الفائِزونَ﴾ .
سورة يوسف ما قرأها محزون قطّ إلا سرّها كأنها تخليك تتنفس من جديد ..
سورة يوسف تُعطي كُل إنسان من عندنا رسالة في أي ضيق
يعيش، كأنها تگول ألك إذا اللّٰه سبحانهُ وتعالىٰ كاتب ألك شيء لو العالم هذا كُلة وگفوا ضدك ، راح تاخذه وراح توصل.
هيَ سورة أنس مؤنِسة جدا، مليانة رسائل ..
: إنُ الكسر مو يعني النهاية، وإن الطعنة ما توگف الحلم
، كم من حدث حصل في قصة يوسف؟ كان يوحي إلىٰ أن اللّٰه يُدّبر لك يا إنسان بأحلىٰ الأوجه ،
وانتَ ماتدري .. من هول المصيبة التي وقعت علىٰ يوسُف
انرمىٰ وهو صغير في البئر ، خدعه أقرب الناس منه ورموه إخوانه ، وانباع كَـ عبدٍ بثمن بخس دراهم معدودة، واجاه ابتلاء بالقصر وتعرّض للفتنة من قِبل أمرأة العزيز وأنسَجن ظُلمـًا لسنواتِ طَويلة وأغلقت الأبواب في وجهه ، ثُم ماذا؟
صار نبي ..عزيز مِصرٍ.. سيد قومه..تحققت رؤياه ..أتاه اللّٰه بِـ جَبرٍ ومُلكٍ عَظيم ، عوّضه وعوّض أبيه الذي ابيضت عيناهُ من الحُزن وصار أعمىٰ وفقد اثنين من أولادة .... أنهُ اللّٰه الجبّار .