وبعد غياب طويل فلقد مرت سنين طوال
سنين كفيلة بتغييرنا بالكافل
ويا للهول! لم انتبه أن عمري اصبح في الواحد والعشرون
يا للحياة المزرية!
حتمًا تغيرنا
كثيرا كثيرا للغاية
وبعد غياب طويل فلقد مرت سنين طوال
سنين كفيلة بتغييرنا بالكافل
ويا للهول! لم انتبه أن عمري اصبح في الواحد والعشرون
يا للحياة المزرية!
حتمًا تغيرنا
كثيرا كثيرا للغاية
كوثر...
أتعرفين إنني لا زلت أتذكر كل شيء بالتفصيل الممل؟ وإن النار ذاتها لا زالت رغم فصول أمطرت عليها بغزارة لم تنطفأ، حتماً إنها لم تنطفأ بعد، ها هي تزداد لهيبًا كل يوم، وكأنها تتقصد إحراق كل شيء عمدًا دونما رحمة.
لا زال كل ما حصل يتجسد أمامي مثل كابوس مرعب أدمن صاحبه فتبعه إينما ذهب، وما زالت تلك الوخزات حاضرة في عقلي قبل أي مكان آخر، فالعقل لا ينسى بسهولة كما القلب.
كل الذكريات تطوف في عقلي وكأنها حصلت قبل ثوان، وأقسم أن روحي لا زالت تصرخ كلما رأت شيء من فتات الماضي يتجسد أمامها.
وهل أراهن نفسي على النسيان ونفسي تعلم أنها الفائزة بالرهان؟ فأين أنا والنسيان أين؟
ماذا كان سيحصل لو إنك استقبلتي تلك الرسالة التي كتبتها بحب؟ وقتها ربما ما كان كل شيء سيحصل ولا كنت سأرى كل من حولي بنظرة ضبابية تمنعني من الاقتراب.
ربما لو تعانقت كلماتنا وتحاورنا بلغة السلام الأرضي وتعاهدنا أن نكون أنموذجًا لصداقة خالدة سيذكرها الأجيال على مر السنين.
ربما، ربما ومن يدري؟ لو إنني تلقيت منكِ كفًا يؤنبني عما فعلته، ورأيت منك عتابًا قاسيًا ينبع عن خوفكِ، ونصائح بين اللين والقسوة، ربما بل مؤكدًا سيكون أفضل من ذلك الخنجر الذي تغلغل دواخلي بمجرد أن أدرت ظهري لكِ فسمعت ما سمعت من الكثير إلا منكِ لم أسمع سوى الجفاء!
وكنت وبكل لغات العالم أعاتبكِ إن كان العتاب سينفع، ولكنني والله لم أمقت بشرًا يومًا بقدر مقتي لكِ؟
سحقًا! هل أنا أمقتكِ؟
ويعيش تناقضي ورغبتي في أن أشعل ذات النار وأصنع ذات الحطام الذي صنعتيه بداخلي رغم إنني لا أكرهكِ، فالذي يحب إنسانًا لن ولم يكرهه يومًا ولكنكِ وبرغم كل شيء مسؤولة عن كل شيء، مسؤولة عن تلك الكلمة التي صدرت بحقي، وعن كل شيء حرفيًا!
لقد مرت خمس سنوات، وكان كل يوم منها يسحقني ويهمس في أذني كل صباح ويخبرني بتفاصيل الحدث، أنا لا أنسى ولن أنسى، فكيف أنسى وأنا أعاين ذلك الشق يتسع بدلًا من أن يضيق ويندمل؟
وأنني والله لن يبارحني رغبتي في أن أراكِ بذات الألم الذي تسببتيه لي، أسأل الله أن يذيقكِ ذات الخيبة التي شربتها بكل حبٍ منكِ، لا شيء سوى تلك الخيبة والصفعات واحدة تلو الأخرى، وهل تظنين أن الله سينسى؟ فهل ينسى الله وعبده لا زال يحرقه كل ما حصل حرفيًا كل يوم؟
سلمت أمرنا ووكلته إلى الله...