خلگ ترفهہ.

اروع شيئ ممكن ان يقوم به الانسان ان يخصص لنفسه فترة من الزمن يعتزل بها عن الناس وعن ضجيج الحياة ومشاكلها وان يجلس في احدى شرفات منزله يحتسي فنجانا من القهوة ويقرا كتابا مفيدا ..
          اليوم وبعدما مررت بيوما مليء بالاخبار السيئة قررت ان افعل هذا واعط لنفسي اجازة اريح بها اعصابي فذهبت الى دكان ابو جاسم واشتريت قهوة ام التلث تالاف وربع وعدت الى البيت لاخدرها فلم اجد دلة فاضطررت ان اخدرها في جدرا صغيرا ثم سكبتها بفنجان وذهبت لابحث في منزلي الصغير عن شرفة اجلس بها فلم اجد فجلست في البيتونة بين اكوام الزعابيل وكواني الهدوم الشتوية .. جلست قرب شباك البيتونه المطل على بيت جيراني ابو حسين وبيدي كتاب القراءة للاول ابتدائي الذي استعرته من ابنتي الصغيرة .. واثناء عزلتي هذه وعندما كنت ارتشف قهوتي واقرأ بكتابي وعند وصولي لموضوع من دق بابنا قدوري دق بابنا سمعت صوت امرأة من الجهة المقابلة تصرخ بصوت مرتفع وتقول : ياااا ولك مو عيب عليك واكف تباوع علينا بنصاص الليالي ؟!
          رفعت راسي ونظرت رايت ام حسين  جيراننا في سطح بيتهم تنشر الملابس وهي تصرخ مره اخرى بصوت مرتفع وتنادي زوجها وتقول : ولك ابو حسين  تعال شوف هذا الزلمة يباوع عليه من شباج البيتونة ..
          فجأة وبدون ان اشعر وجدت نفسي مختبئ في البيتونة بين الزعابيل وكواني الهدوم واسمع ابو حسين  يعربد في الخارج ويصيح : اطلع ولك اطلع .. عبالك اليوم اعوفك .. ولك اليوم الا اكطعك وصلة وصلة .. 
          اما ما جرى بعد ذلك لايمكن قوله وذلك من اجل مراعاة مشاعر اصحاب القلوب الضعيفة ..
          وفي النهاية اقول .. ساعة السودة اللي فكرت بيها اشربلي استكان كهوة 
          عشتيش
          حياتيش
          العراق إلى أين

‏‎أحياناً الأشياء الجميلة التي تحصل في حياتنا تلك التي تبقى سراً للأبد وهي التي لا نخبر أحداً عنها.❤️