إلى صاحب الزهر...
كان بجعبتي بضع باقات وأحاديث، لكنّ قيض النوازل يأبى إلّا أن يقطع دابرها، ولا يدع لي إلّا الإعتذار.
آسفة على الرمان الذي تركته على المنضدة وقمت، باغتني دمع مفاجئ؛ دمعٌ حيِيٌ يخشى الأنظار...
إلى أن يغفو خريفي قليلًا وتسكت عنّي مآسيه، دمت بخير ودام خيرك كالربّيع.
الخريف يسوِّء حالي والجمعة قليلًا ترمّمه؛ كأن تأتيك رغبة السؤال في هذا اليوم، وتسدّ بكلماتك فراغ بعض الأوراق التي تهاوت.
أعتقد أن صاحبة المندلينا فعل بي ما فعل بك صاحب الزهر؛ مالمندلينا فطفولتها زهر!
دمت بخير، ودام خيرك كالربّيع ♡.
الخريف؛ غريب هذا الموسم، لا أحبّه ولا أحبّ حالي فيه، لكن وباضطراب شبيه لأجواءه؛ أمتلأ حبًّا طيلة أيامه، تمامًا كما يمتلأ هو مطرًا وأشعة شمس.
هذا الفصل يحمل تناقضاتي، باهت مثلي، لا أحد ينتظره ولا أحد يلتفت إليه؛ يمرّ كالظلال وفترات الظهيرة في الشتاء، وفواصل الإعلان في التلفاز.
لعلّي أكرهه لأنه يخطُّ بدقّة ما أكره فيَّ؛ لعلّي أكرهه لأنّي لا أحتمل وجود خريفين، أو عائشين.