نادانيَ البحرُ العتيقُ، وقالَ لي:
"هَلُمَّ نحوي، واخلعِ الأَوطانِ.
في جوفِ صدري عالمٌ لا ينتهي،
فيهِ السكونُ، وأعْينُ الشيطانِ."
مددتُ كفّي، والمدى متربِّصٌ،
يُخفي المدى عنّي مدى الأكوانِ.
ماءٌ يسيلُ على العظامِ كأنَّهُ
وَهمُ الخلودِ يُذابُ في الأجفانِ.
صوتي تلاشى في الضبابِ، كأنَّهُ
طيفُ النداءِ، بكى بلا آذانِ.
والليلُ يسحبُني إلى أعماقِهِ،
وأنا أرى ظِلّي على الشطآنِ.
يا بحرُ، هل للموتِ بابٌ ثانِ؟
أم أنَّ قلبي بابُهُ الثّاني؟
وجهاكَ في الظُّلُماتِ، وجهُ نبيٍّ
غضبَ الزمانُ عليهِ في الأكفانِ.
ناديتُ نفسي: "ارجعي!" فتموّجتْ،
وغدتْ كضوءٍ خافتٍ في الجانِ.
ثم انطفأتُ، كأنَّ قلبيَ شمعةٌ
ذابتْ على كفِّ الرّدى الفتّانِ.
لا الموجُ عادَ، ولا النجومُ تحدّثتْ،
نامتْ، ونامَ البحرُ في أحزاني.
- كلُّ نبضٍ يحملُ في صوته موتَه
 - JoinedFebruary 5, 2023
 
Sign up to join the largest storytelling community
 or 
في ليلِ قلبي صراخُ الخَطايَا، تُنادينيَ النفسُ نحوَ الرزاياسكنتُ الظلامَ، رجوتُ الأمانَ،فكانَ الدجى موطنَ البُكايَاخدعتُ عيوني ببهرِ السرابِ،فما عادَ فيَّ سوى الانطفايَاسبعُ سنينٍ، وجرحي رفيقي،...View all Conversations