لم أَعُد أبحثُ عن جناحٍ يُنقِذُني
فقد تعلّمتُ كيف أطيرُ على قدمي
سرتُ على ظلي حتى صارَ هو الضوء
وصرتُ أنا الغيابَ الذي يبتكرُ نفسه
الذين مرّوا فوقي، تركوا سماءً مثقوبة
لم يَرَ أحدٌ وجهي، ولا سمعَ ارتجافةَ قلبي
كنتُ أُصلِحُ انكساراتي بصمت
وأزرعُ بين أضلعي ريشاً من الصبر
الطيرانُ ليس هبةَ الريح
بل قرارُ مَن يواجهُ الريحَ ويبتسم
فالسماءُ لا تفتحُ أبوابَها للخائفين
بل للذين يؤمنون أنَّ السقوطَ أيضاً
شكلٌ من أشكالِ النهوض
واسترجَعت بَعضاً مِن الأيام ذاكرتي
لتأخذني الى أقسى مَحطاتي
الى حُبٍّ قَديم في مَدينتنا
الى وَقت به أختلفَت قَناعاتي
فَما فارقتُ قُرب الناس مِن عَبثٍ
ولا أقوى على مِلأ الفَراغات
لكن جُرحاً مِن الأحباب أقنعني
ان القَريبين أولى بالخَساراتِ .