أن يكَون شَجرة.
يشَعرُ بأستمرارٍ أنهُ ليسَ أنساناً بقدرِ ما هو شجرة.
بين شرق وغرب برلين، على أعقاب الحرب الباردة، بين الاشتراكية والرأسمالية، اندثرت ملامحي لتكون رمزًا للقمع، والهرب والتفرقة، ورمزًا لاتحاد ألمانيا!
يتمزق الشريط الذي رسَم عليه حياته بأكملها لأنها كسَرت البكرة بغيابها، ويبقى وحده واقفًا في تلك البُقعةِ المعتِمة، يرجو من العتمة أن تنقلب ماءً فتُغرِقه. لكن الحياة تُجَدِّد أغلال ساكِنيها كلما وجدت فرصةً لذلك، فيضطر للوقوف فترةً أطوَل، مُجبَرًا على تأمل الشريط المكسور، ومن ثم تباغتهُ الحياة بأغلاله الجديدة، الناعِمة...
*فائزة بمسابقة أسوة 2018 عن فئة العاطفية* ومن يذكر حنة؟ ومن يذكر الريف ومحمود وعبد الكريم العجوز؟ ومن يذكر الوادي والسهل وخيوط حرير الشمس الذهبية؟ ثم من يذكر هذا الكلب وهذه اﻷم وحورية هذه المجنونة؟ وﻷستغربن من كل هذا وﻷستغربن منه وأكثر.. ثم أسأل أين صورة ليلى الصامتة وأين صورة ليلى الثرثارة؟ وإذا بالسؤال يبلغ حتى يش...
لم تكن مارين هالدِر أكثر من فتاةٍ عادية، عادية بمقاييس مختلفة، مرت بتجاربها الخاصة، وصقلت شيئًا فريدًا بيديها الموهوبتين حتى وصلت إلى مرحلتها الأخيرة من الثانوية، لكن تجارب مارين لم تنتهِ كما ظنّت، إذ كُتِب لها أدوار مسبقةٌ في مسرحيةٍ لم تخترها، مسرحيةٌ سيئةٌ لم تكن فيها إلا كومبارس، شخصيةٌ جانبيةٌ بلا أسطرٍ تقريبًا...