مقدمة

وقفت على حافة الجسر حيث لا يفصل بينها و بين الموت إلا القليل..

لفحتها نسمات الليل الباردة، متسللة من خصلات شعرها القصير إلى أطرافها محدثة قشعريرة مرت بسائر جسمها، احمر أنفها من برودة الطقس وأخذت تنفخ على يديها لتدفئهما

"يبدو أن الممثلة الشهيرة كايلي راي تفقد أدائها يوما بعد يوم، ففيلمها الثاني "المتسللة" لم ينجح نظرا لإختفائها لأكثر من ثلاثة أشهر وقد حملها المخرج المسؤولية الكاملة لدفع الخسائر والتي تقدر بأكثر من 10 مليون دولار "

هي تعتقد أن هذه هي نهاية مسيرتها الفنية، فقد ضاقت ذرعا من كل تلك التعليقات السلبية، كل ذلك الكره و الحقد...هي فقط تريد أن ترتاح في مكان حيث لا يحاسبها أحد...جذبتها أصوات الأمواج العاتية وقد إعتقدت لوهلة أنها وجدت الملاذ

تحسرت على كلمات أمها و تحذيراتها أن هذا الطريق مسدود، وقد عاشت ما عاشت لتتأكد أن والدتها لم تكن تتكلم عبثا

نزعت معطفها أولا ثم تلاه الحذاء و الحقيبة، تنهدت بقوة على كل تلك الذكريات التعيسة، وكأنها تريد مسحها من ذاكرتها، تقدمت أكثر من الحافة و أغلقت عينيها الزرقاوتين مستعدة لإحتضان الموت

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

"ماليبو أم هاواي ؟!"

"ماليبو !"

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

"لا ! لم أغادر الحياة يومها، ولكن غادرت كل تلك الذكريات السيئة، كل الناس التي لا تبحث إلا عن المصلحة، الأم