تَمْهِيدٌ

أيها الوقتُ، مرَ مرورًا خفيف الظلِ ولا تثقلنا، فالأرض ممتلئةٌ بالفعلِ، وتكاد تستفرغُ ما فيها، ونحنُ نشعرُ بالفراغِ، ونكاد نتلاشى لما فينا، التناقض الإنسانيِ عليها، والتناقصِ البيئيِ علينا، فأنها الأمُ ونحن الأبناءُ، وأنها السماءُ ونحن الفضاءُ.

بينما يفتعلَ الرئيسُ الحربَ، يقعُ ضحيتها الشعبَ، ومنْ الذي يأبهُ بالناسِ؟، وكلَ منا فيهِ نفوسٌ، نحنُ أنانيونَ بالفطرةِ، والفطرةِ الإنسانيةِ تربةً، دونها لا جذور، ولا أغصان أوْ ثمارٍ، والحرب لا ينقطعُ نهرها، فلو لمْ تسفكْ الدماءُ علنًا، سوفَ تسلبُ حياةً بنيَ آدمْ خلسةٍ، عنْ ذلكَ الخصامِ الذي ينبعُ منْ الداخلِ ليصبحَ حربًا؛ وإلا كيفَ لتطئ الغبرةُ علينا ونحنُ لا ندري؟.

أما بعد.. فهذا حديث ودونه لن يرفع، لنْ يعلوَ فوقنا الفسادُ أبدًا، نحنُ منْ سيزرعُ آلافُ الزهورِ في عالمٍ يتلاعبُ بهِ رمادُ الشيطانِ، نحنُ منْ سيجهادْ لأجلِ نكثِ الغبارِ عنْ أرضنا، لنْ نحرقَ ولنْ يبادَ جهدنا، فلنا اللهُ، ونحنُ العائدينَ إليهِ، وفينا السلامُ، وإنْ كانَ حولنا الحطامُ، سنزهرُ وسيزدهرُ العالمُ بالإسلامِ، رغما عنْ رجمَ ذلكَ الرجيمِ.

# رواية إسلامية من بناتِ أفكاري.