Description
لقد آل بي المآل إلى هذا الحال عليل سقيم ،أستنجد ببضع أقراص لا تسمن و لا تغني من جوع ،تسكن الالم و ما ان يزول تأثيرها حتى يعود لينتشر كالنار في جسدي ،أحس بجثثي كأشلاء حرب دامية يمر المار بها و لا يوليها منه إهتمام . الدم يجري في عروقي ببطئ شديد يكاد لا يصل إلى أعضاء أخرى ،قلبي الذي تعلق بالحياة والقلب إذا احب فغياب الحبيب عنه كغياب الغيث عن الشجر ،لا أحس بنبضاته لكن أسمعه و أراه أمامي على شاشة هذه الآلة التي تؤنس وحشتي،في غرفة مظلمة تطل على حديقة جمالها لم يعبر قط عن نفسه أمام آلاف المرضى التي تحتضنها كل صباح ،فتخرجهم الممرضات ليرو الحياة تستمر كعادتها بدونهم،فتعبهم و شقاؤهم لم يجلب لهم سوى كرسي متحرك و كيس مملوء بحلوى العلاج ،و مع هذا فلزالوا متمسكين بأمل يزرعه أبنائهم في نفوسهم التي لربما تكون أرضا خصبة تنبت فيجني صاحبها السعادة و يشتري بمالها الحياة الجديدة . أما ذلك السجين حبيس غرفته، ينظرون إلي من وراء الشبابيك بعيون الشفقة و البعض بعين الفرح و السرور هذا إذا أكملوا النظر إلي فيزيحون نظرهم و يترقبون إستواء الخطوط على شاشة الآلة فهم لا يطيقون سماع صوت الحياة فقد يخبرهم بالحقيقة . و أنا مستلق على السرير ،ذلك السرير الذي إذا فارقته لدقائق حتى أحيي الحياة مع طلوع صباحها يإن نعم يإن كلما هممت