الْخَنَاسِ (رُوحَيْنِ بَيْنَ مَعَرَّةٍ)
AhlamGhnaimat
- Reads 379
- Votes 94
- Parts 11
ونقول بسم اللّٰه نبدأ
المقدمة
نحن شعوبٌ أرهقها كذب الصورة، وأهلك أهلها السَّعي وراء التقليد، فما منا إلا وانساق خلف أكذوبة عَشِقَ الغوص في تفاصيلها، إلىٰ أن سقط وسقطت معه رايات الفضول، تُعلن عن حقيقة كانت قد أخفتها بين طيّات الطبيعة البشرية، وما من حقيقةٍ أوضح وأعمق من رواسخ العقل التي تقود صاحبها نحو البلوغ إلىٰ المكانة التي هوتها نَفْسُه، إلا أن البعض خالف هذه الرواسخ مُمَنيًا رغبته في الوصول سريعًا، مُحَقِقًا الرغبة مُتَخَلِيًا عن الثوابت التي جُبلنا عليها، حتىٰ لو كانت هذه الرغبة ستقوده نحو الهلاك الذي لا عودة منه ولا جزاء عليه إلا جحيمٌ مُسْتَعر، أما الناسُوت في ذاك الوقت، فقد تخلىٰ عن الفطرة في سبيل المنىٰ والمراد بأن يبلغ صاحبه عنان السماء؛ حتىٰ لو كان مُتَخَطِيًا بذلك الأعناق والصحف، الأعناق التي تردد كل ما كانت تغفل عن ما تخفيه الصورة، والصحف التي ملأها بما هوىٰ هو مُبْتَعِدًا عن الأوامر والنواهي، فما كان إلا أن تشكلت الصورة النهائية الجديدة بكذبها واختلاقها والتأويل علىٰ الكمال، الذي ما كان يومًا سوىٰ الطريق السليم لمن أراد أن يصل لحقائق الأمور، وما هو إلا الصورة بِوضوحٍ تام ودون أكاذيب، وما من فضول إلا وأرغم صاحبه علىٰ السير في طريقٍ وعرة ستودي بحياته إلىٰ الهلاك، عن