xGed4nRFw6U
- Reads 1,249
- Votes 96
- Parts 30
المطر يعزف سيمفونيته فوق شوارع وايت تشابيل، يغسل البقايا الباهتة للنهار الذي اختفى تحت وطأة الظلام. الضوء الخافت للمصابيح الغازية يرقص على برك الماء الموحلة، كأنه يرفض أن يضيء تلك الأزقة الملعونة. المدينة كانت خائفة، وكل شيء فيها يشهد على ذلك؛ النوافذ المغلقة، والأنفاس المحبوسة خلف الجدران.
وسط كل هذا، خطى جاك السفاح. معطفه الأسود يلتف حوله كظلام إضافي، وقبعته العريضة تغطي ملامحه، لكن الكيس الذي يحمله في يده اليسرى كان يتحدث بدلًا عنه. .
ضحكته لم تكن أقل رعبًا من خطواته الثقيلة. بدأت مكتومة، تتحول إلى قهقهة مجنونة تملأ الأزقة الفارغة، تتردد أصداؤها بين الجدران كأنها همسات الشيطان نفسه. جاك السفاح لم يكن يقتل فقط؛ كان يعزف على أوتار الخوف، يصنع سمفونية دماء في قلب لندن.