تِريَاقُ الجَوَى
ma_aria_nap
- Reads 1,105
- Votes 112
- Parts 2
حين تُقرعُ أجرَاسُ الحَربِ، لا يعودُ للسّلامِ مَوطِئُ قدمٍ و لا يبقَى للخوافِق جِسرَين بالاِختيَار..
لِمن يظنُّ أن الحروبَ تُخلّفُ فقَط رمادًا و أطلالًا، فثمّة أقدارٌ تتشكّلُ بين الرّكَام و كأنّها رِهانٌ علَى المَصيرِ بدَل الرّغبة..
كيفَ لحربٍِ أن تَكتُب قصّةً لا تبدَأ بالدّمِ و لكِن تنتهِي بالفناء؟ كيف لأميرةٍ مهزومةٍ أن تُبعثَ مِن رمادِ مَملكَتها لَا كأسيرةٍ بل كقيدٍ يلتفُّ حولَ عنقِ المُنتصر؟
لا تُصدّقُوا أنّ النّهايَات أجمَع قَد تُكتَبُ بالحرُوبِ..
فبعضُ النهاياتِ تُكتَبُ فِي الأَسرِ، و بعضُ القيودِ تُحرِّر مَن لَم يؤمِن يومًا إلّا بالسّجونِ..
فمَن يُصدّق أنّ الحرّية قَد تُتَرجم كقَيدٍ خفيّ بينمَا السّجنُ مِن شأنِه أَن يكتُب بدايَة جديدَة لمَن لَم يؤمِن بهَا يومًا؟!
و كَم مِن مغلوبٍٍ ظنَّ أنّه قَد لامسَ قاعَ الفقدِ، حتّى اِكتشفَ أنّ الهزيمةَ ليسَت آخِر مَا يسلبُ المرءَ نفسَه..
كَم مِن عرشٍ اِستَوى علَى جماجِم المقهُورين، علَى القمعِ و الدّماء.. حتّى باتَ صاحِبُ العَرش أعظمَ أَسَراه يَحكمُ و لا يمتلكُ مِن المُلكِ شيئًا..
لا ينطفئُ الحقدُ تحتَ سيفِ الرّضُوخ، بَل يستحيلُ جمرةً تنامُ تحتَ أضلُعِ مَن تجرّعوا مرارَ الاِنكسار..
حِين يُطوَى زمانٌ كانَت فيه السّلالةُ تاجًا، تُصبح