بين أمواج البحر المتلاطمة وأسرار مدينة ساحلية يغمرها سحر البحر وأسرار الغروب، يلتقي غريبان، كل منهما يحمل داخله حطامًا يخفيه بعناية. كان هناك شاب يحمل قلبًا أثقل من أن يحتمله صدره، وفتاة تبحث عن طوق نجاة لماضيها الضائع. هي تفرّ من ذكريات لا تنساها، وهو يختبئ من بحر لا يسامحه. ما الذي يحدث عندما يصبح الماضي رياحًا تعصف بالحاضر؟ وما الذي تخبئه الأمواج حين تُعيدهما إلى نفس الشاطئ... مرة أخرى؟.

لطالما كنت أؤمن بأن لكل جرح علاج، حتى دخلت المصحة. هناك، عند عتبة الغرفة الأخيرة، أدركت أن بعض الجروح... لا تندمل. كانت جدران المصحة تشهد على قصص خفية، أصوات مكتومة تتردد بين الزوايا، ووجوهًا شاحبة تتوارى خلف الأبواب المغلقة. لكن كيليان... كان مختلفًا. نظرة واحدة في عينيه المزدوجتي اللون، كافية لتشعرني بأن هذا الرجل يحمل في داخله ما لا يستطيع أحد لمسه أو مداواته. كيف لي أن أكون الممرضة التي تستطيع الوصول إلى أعماقه؟ هل حقًا أملك القوة على مواجهة الظلام الذي يحيط به؟ أم أنني مجرد شاهدة على قصة انطفأت فيها كل الأنوار، وتركت خلفها شبحًا لا يمكن لأحد إنقاذه؟

في أمستردام، حيث كانت العالمة النفسية المشهورة تُعرف بمهارتها في فك شفرات العقل البشري، كانت تستيقظ كل ليلة على حلم غامض. رجل مجهول يقف أمامها، وابتسامة غريبة ترتسم على وجهه. إلى أن يُعرف أنه...